مدينة عربية كانت مركزاً لقضاء نابلس في عهد الانتداب البريطاني ثم أصبحت مركزاً للواء نابلس في الضفة الغربية بعد عام 1948. وتحولت في منتصف الستينات مركزاً لمحافظة نابلس. وفي عام 1967 تعرضت للاحتلال الإسرائيلي واحتفظت بمكانتها كمركز محافظة.
أ- الموقع الجغرافي: تتمتع مدينة نابلس بموقع جغرافي هام. فهي تتوسط اقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية بصفة عامة وجبال نابلس* بصفة خاصة. وتعد حلقة في سلسلة المدن الجبلية التي ترضع خط تقسيم المياه على طول امتداد القمم الجبلية من الشمال إلى الجنوب. وتقع على الطريق الرئيسة المعبدة التي تمتد من صفد* والناصرة* شمالاً حتى الخليل* جنوباً.
وقد أثرت الأودية المنحدرة من خط تقسيم المياه شرقاً وغرباً في ايجاد المنافذ الطبيعية التي تربط نابلس بكل من وادي الأردن والسهل الساحلي* الفلسطيني. فمنطقة نابلس متفتحة على المناطق المجاورة منذ القديم. وقد تأثرت بما حولها عندما استخدمت طريقا لمرور الهجرات البشرية والقوافل التجارية والغزوات الحربية. واستغلت الودية الصدعية (الانكسارية) المنحدرة إلى وادي الأردن معابر للمواصلات قديماً. واستفادت المواصلات الحديثة من هذه الودية فامتدت الطرق* البرية المعبدة على طول مجاريها وربطت نابلس بالمدن المجاورة لها في وادي الأردن والسهل الساحلي. وبذلك أصبحت نابلس عقدة مواصلات برية تتفرع منها طرق معبدة في جميع الجهات. وهي تبعد عن القدس* 69 كم. ومن عمان 114كم، وعن البحر المتوسط 42 كم. وتربط نابلس بمدن وقرى محافظتها شبكة جيدة من الطرق تصلها بجنين* شمالاً، وبطولكرم* وقلقيلية* غرباً، وبطوباس* شرقاً بشمال، وبحوارة جنوباً.
ب- طبيعة الأرض: نشأت نابلس القديمة في واد مفتوح من الجانبين تمتد بين جبلي عيبال شمالا وجرزيم (الطور) جنوباً. وأما نابلس الحديثة فقد امتدت بعمرانها فوق هذين الجبلين . وترتفع المدينة في المتوسط نحو 50م عن سطح البحر، ويبلغ ارتفاع جبل عيبال 940م وارتفاع جبل الطور* (جرزيم) 870م . ويقل ارتفاع الأراضي حول هذين الجبلين،سزاء في الوادي المحصور بينهما والبالغ طوله نحو 1،220م أو في السهول المجاورة لهما حيث يصل ارتفاع الأرض في سهل عسكر ومخنة* (حوارة) مثلاً نحو 400 م عن سطح البحر. ويستطيع زائر المدينة أن يلمس هذا الفرق الكبير بين ارتفاع الجبال والسهول حينما يهبط من ارتفاع يزيد على 900 م إلى مستوى 400 م خلال مسافة لا تتجاوز 5 كم.
تنحدر الأودية من منطقة نابلس نحو الغرب والشرق. وأهم الأودية المتجهة غربا وادي التفاح الذي يبدأ من نابلس ويسير في حقائق عميق ليتصل بوادي الزومر في منطقة طولكرم غرباً. وأهم الأودية المتجهة شرقاً وادي اباذان الذي يبدأ من الجبال الواقعة شمالي شرق نابلس ويتزود بمياه الينابيع الصدعية مثل عين الباذان ليصب في وادي القارعة*. وفي فصل الشتاء تفيض مياهه اثر هطول الأمطار الغزيرة فتساهم في زيادة كمية المياه الجارية في وادي الفارعة الذي يرفد نهر الأردن*.
ج- المناخ * والمياه: ينتمي مناخ نابلس إلى مناخ البحر المتوسط الذي يتميز بحرارته وجفافه صيفا ودفئه وأمطاره شتاء. ويراوح متوسط درجة الحرارة بين 9 في شهر كانون الثاني و24 درجة مئوية في شهر تموز، وبمعدل الرطوبة النسبية بين 46% في شهر نيسان و74% في شهر كانون الأول.
يزيد متوسط كمية الأمطار السنوية التي تهطل على نابلس على 631مم. ولكنها تتذبذب من سنة إلى أخرى، ومن شهر إلى آخر. ففي عام 1932/1933 كان المتوسط 933 مم، وارتفع إلى 1,046 مم في عام 1942/1943. وقد بلغ مجموع الأيام المطيرة في عام 1942/1943 نحو 78 يوماً هبط إلى 59 يوماً في العام الذي تلاه. وتتركز المطار في أشهر الشتاء وتبلغ ذروتها في شهر كانون الثاني. وتتفاوت كمية الأمطار من جهة إلى أخرى داخل نابلس اذ تتلقى جبال المدينة كميات من المطار أكثر مما يهطل على الأودية والسهول الداخلية.
تساهم أمطار نابلس بتزويد خزانات المياه الجوفية بالمياه فتغذي الينابيع والآبار* في المدينة وحولها. وبالرغم من ذلك فقد أخذ استهلاك المدينة من المياه يتزايد في السنوات الأخيرة ويؤثر في المخزون الجوفي منها. وتنتشر الينابيع في أماكن متعددة وتستخدم مياهها في أغراض الشرب والري والصناعة*. ويتركز كثير من الينابيع في جبل الطور (جرزيم) الذي يتفجر من منحدراته الشمالية 22 ينبوعاً. وأشهر عيون الماء* في نابلس رأس العين وعين الصبيان وعين بيت الماء وعين القريون وعين العسلي وعين الدفنة.
والآبار قليلة في مدينة نابلس لأن مستوى المياه الجوفية عميق يراوح بين 900 و1,000م، أي انه في مستوى الأغوار. ويعود السبب في ذلك إلى ان المياه في نابلس غارت إلى أعماق سحيقة يفعل الصدوع والانكسارات في المنطقة.
د- النشأة والنمو: نابلس مدينة كنعانية قديمة استمر فيها السكن منذ أكثر من 9,000 سنة حتى الوقت الحاضر.
1) في عهد الكنعانيين: أسسها الكنعانيون في فلسطين فوق أنقاض مستوطنة أقدم يعود للعصر الحجري الحديث بدليل وجود فخاريات أريحا من هذا العصر فيه وفي مجموعة أخرى من القرى الزراعية القديمة مثل اللد* ومجدو* وبيسان* وتل فارعة وأبو غوش وغيرها. وقد سماها الكنعانويون شكيم أي النجد أو الأرض المرتفعة. وقرية شكيم الكنعانية هي قرية بلاطة الحديثة التي تقع على بعد كيلومتر ونصف شرقي مدينة نابلس. وقد وجدت فيها أثناء التنقيبات سلسلة من المعابد الكنعانية التي تعود للعصر البرونزي المتوسط، ويظهر أنها تأسست قبل تحصين القرية بسور يحيط بها. ويعود تاريخ أولى مراحل بناء هذا السور إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد (رَ: العصور القديمة).
2) العهد المصري: عثر على أطلال هذه القرية في موضع بلاطة أثناء التنقيبات التي جرت في عام 1913/1914. وتبين من آثار جدرانها انها تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد. وفي هذا القرن احتل المصريون شكيم أثناء حملة قام بها الفرعون سيزوسترس الأول في عهد المملكة الوسطى 1840-1790 ق.م.).
وهناك كثير من الآثار المصرية من هذا العهد وجدت في كثير من المدن الفلسطينية مثل تل العجول وأريحا* ومجدو ولاخيش* وشكيم وبيسان. وقد حمل هذا الأمر بعض الباحثين على الاعتقاد بوجود نوع من السيطرة المصرية على تلك المدن في القرن التاسع عشر قبل الميلاد. وأقدم من سكن شكيم من الكنعانيين الحويون* والجرزيون. وشكيم هي أول مدينة نزل فيها ابراهيم الخليل* (التكوين 12:6-8) قادماً من أور، وكان ذلك في القرن التاسع عشر قبل الميلاد. وعندما أتى يعقوب* من فدان آرام نزل في شكيم وايقاع من حمور والد شكيم حفلا نصب فيه خيمته (التكوين 33 :18-20). وقد حدث نزاع بين أولاد يعقوب وأهل شكيم بسبب اعتداء شكيم بن حمور على اختهم دينه فهجم أولاد يعقوب وأهل شكيم بسبب اعتداء شكيم وقتلوا حمور وابنه ونهبوا مدينة شكيم. وعلى أثر ذلك هاجر يعقوب وعشيرته وسكن في بيت ايل (التكوين 34: 25-29 35: 1-8) ويذكر أن يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم.
3) في عهد الهكسوس*: شهدت سورية وفلسطين أثناء حكم الهكسوس في مصر 1785-1580 ق.م. عصر ازدهار وانتعاش فتأسست مدن ذات أسوار مثل لاخيش وغزة* ويافا* وجزر وبيت شيمش وشكيم ومجدو وتعنك. وقد ورد ذكر مدينة شكيم في رسائل تل العمارنة* في معرض الكلام عن حركات الخابيرو من بدو الصحراء. وبعد انقسام اليهود على أنفسهم اثر موت سليمان اتخذها يربعام بن نباط عاصمة له في المنطقة المحتلة من شمال فلسطين في سنة 923 ق.م. ثم بنى عمري مدينة شوميرون (أي برج المراقبة)، وهي السامرة (سبسطية)* الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال غرب نابلس، ونقل العاصمة إليها فقلت أهمية شكيم.
4) السامريون*: سكنت في مدينة شكيم فئة من اليهود الموسويين تعترف من التوراة* بغير الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي موسى*. وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة. وقد ناصبهم اليهود العداء منذ ظهرهم، ولا تزال بقاياهم موجودة في مدينة نابلس حتى اليوم، ولا يتجاوز عدد أفرادهم مائتي نسمة.
5) تجديد نابلس في عهد الرومان: احتل الرومان فلسطين في سنة 63 ق.م. وفي زمن فسازيان (69-79م) ثار السامريون على الاحتلال الروماني فحاصرتهم القوات الرومانية في جبل جرزيم وقتلت 11,000 منهم وهدمت مدينة شكيم. وفي سنة 70 م أمر فسبازيان بنقل حجارتها وتجديد بنائها في غرب المدينة القديمة وسماها نيابولس Neapolis) أي المدينة الجديدة) ومنها لفظ نابلس الحالي.
وفي عهد هادريانوس* (117- 138م) أقام الرومان معبداً لجويتر على جرزيم مكان معبد السامريين.
انتصرت المسيحية* في القرن الرابع الميلادي على خصومها وانتشرت في نابلس وأصبحت هذه المدينة مركزاً لاسقفية. وفي القرن الخامس بنى المسيحيون على قمة جبل جرزيم كنيسة تخليداً لمريم العذراء. وفي عهد الامبراطور جستنيان* (527-565م) بنى الرومان المسيحيون قلعة مسورة بالقرب من كنيسة مريم لا تزال آثارها باقية، وأعادوا بناء خمس كنائس تهدمت في حروب سابقة.
6) بعد الفتح الاسلامي: فتح العرب المسلمون نابلس بقيادة عمرو بن العاص* في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وتعهد المسلمون بحماية من بقي من أهلها على دينه من المسيحيين على أن يدفعوا الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم. وأصبحت نابلس بعد الفتح الاسلامي مدينة من مدن جند فلسطين الذي كانت عاصمته اللد ثم الرملة*. وفي القرن العاشر الميلادي وصفها المقدسي بقول: “إن نابلس في الجبال يكثر فيها الزيتون. والجامع في وسطها، وهي مبلطة ونظيفة ولها نهر جار”. وفي تموز سنة 493هـ/1099م استولى عليها الصليبيون بقيادة تنكريد صاحب أنطاكية. وبنى بغدوين الأول (1100-1118م) فيها قلعة على رأس جرزيم لحماية قواته. وفي سنة1120م عقد فيها بغدوين الثاني (514هـ/ 1118م – 525هـ/ 1130م) مجمعاً كنسياً كبيراً. واستولى صلاح الدين الأيوبي* بعد انتصاره في معركة حطين* (583هـ/1187م) على نابلس وضياعها ومزارعها. وقد ذكرها ياقوت الحموي بقوله: “انها مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين كثيرة المياه”. وفي سنة 585هـ/1189م أصابها زلزال فتهدمت فيها مبان كثيرة ومات تحت النقاض ثلاثون ألفاً من أهلها (رَ: الزلازل). وفي سنة 658هـ/ 1260م استولى عليها التتار*. وفي سنة 726هـ/ 1365م زارها ابن بطوطة فوجدها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والماء ومن أكثر بلاد الشام زيتوناً، وبها مسجد جامع منقن وحسن في وسطه بركة ماء عذب.
7) الحكم العثماني: سيطر العثمانيون على سورية وفلسطين سنة 1517م، وأصبحت صفد وغزة والقدس ونابلس وبلدان أخرى تابعة لهم بدون حرب. وزارها في سنة 1082هـ/1671م سائح تركي اسمه أوليا جلبي فوجدها مركز لواء تابع لولاية دمشق ويضم مائتي قرية. وذكر مساجدها وسوقها ومدارسها وحماماتها وقال انها تقع بين جبلين وتكثر فيها الجنائن والبساتين ومناخها ممتاز وتحيط بها جبال تكسوها الكروم وأشجار الليمون والرمان والتين والزيتون والنخيل.
دخلت نابلس وغيرها من مدن فلسطين سنة 1248هـ/1832م تحت الحكم المصري* بقيادة ابراهيم باشا. وفي سنة 1250هـ/1834م ثار الفلسطينيون فيها على هذا الحكم، ولكن ثورتهم أخفقت. وعادت في سنة 1256هـ/1840م إلى الحكم العثماني. ولما قامت الحرب العالمية الأولى قامت نابلس كثيراً من الارهاق وقلت صادراتها، وخاصة من الصابون. وفي 21/9/1918 احتلها البريطانيون.
وينسب إلى البلاد النابلسية كثير من العلماء والفقهاء والمحدثين والأدباء والشعراء والاداريين العرب الناس كان لانتاجهم في مجال اختصاصاتهم أثر بارز في التراث العربي. وسكان نابس يعودون كبقية سكان فلسطين بأنسابهم إلى العرب القحطانية والعرب العدنانية. والعدانيون بعضهم قرشي وبعضهم من قبائل عنزة، والقليل جداً من السكان أتراك أو أكراد أو سامريون. وتمتاز الديار النابلسية على العموم بأسرها وعشائرها العربية العريقة في نسبها، وقد اشتروا في مائة وثلاثين قرية فضلاً عن مدينة نابلس نفسها.
قدر عدد سكان نابلس عام 1882م بنحو 8,000 نسمة من أكثرهم من المسلمين، وقدر عددهم عام 1894م بنحو 9,000 نسمة منهم نحو 650 م من المسيحيين و200 من السامريين. وفي أوائل القرن العشرين قدر عددهم بنحو 19,200 نسمة. وبلغ مجموع سكان نابلس حسب تعداد سنة 1911 نحو 21,072 نسمة. وبلغ مجموع أحياء المدينة ستة أحياء تحتوي على قرابة 5,000 منزل. وقد هاجر بعض سكان نابلس منها قبيل الحرب العالمية الأولى وخلالها، وتعرض من بقي منهم للمجاعات والأمراض فانخفض عدد السكان.
8) الانتداب البريطاني: زاد عدد سكان نابلس في هذه المرحلة نتيجة الزيادة الطبيعية من جهة والكنائس حركة الهجرة إلى خارج المدينة من جهة أخرى، فأصبح عددهم عام 1931 قرابة 17,468 كانوا يقيمون في 5,894 بيتاً. وكان معظم بيوت نابلس حتى أوائل الربعينات بتجمع في وادي نابلس وعند حضيض جبلي عيبال والطور (جرزيم).
قدر عدد سكان نابلس عام 1945 بنحو 23,250 نسمة أقام معظمهم في بيوت المدينة القديمة التي امتدت على طول وادي نابلس وفوق حضيض الجبال. وقد عرفت نابلس القديمة حتى ذلك الوقت بأزقتها المعتمة وأسواقها الضيقة وأبنيتها المتلاصقة. ولكن بلدية المدينة سعت لتحسين أوضاعها فقامت بتنفيذ مشروعات كثيرة مثل فتح الشوارع وتوزيع المياه على البيوت وانشاء ملعب ومنتزه عام.
زادت حركة البناء في نابلس بعد الحرب العالمية الأولى. وقد أعطت البلدية في عام 1944 وحده 728 رخصة بناء. ونتج عن ذلك زحف المباني على طول الوادي، وعلى بعض أجزاء من منحدرات جبلي عيبال والطور (جرزيم) المطلة على وسط المدينة. وقد بدأ بعض السكان يشيدون منازلهم على الجبال خارج المدينة القديمة منذ عام 1930. ومما دفعهم إلى ذلك زلزال عام 1927. واتسعت المدينة حتى أصبحت مساحتها نحو 5,581 دونماً عام 1945.
9) بعد 1948: شهدت نابلس كغيرها من مدن الضفة الغربية نمواً كبيراً في عدد سكانها ومبانيها لانها آوت أعداد كبيرة من اللاجئين للاقامة فيها أو في المخيمات حولها. وزاد الطلب على المباني السكنية فارتفعت أجرة البيوت وأسعار الأرض داخل المدينة.
ونشطت حركة البناء بسرعة كبيرة فامتد العمران فوق منحدرات جبلي عيبال والطور (جرزيم) حتى وصل اليوم إلى قممهما. وظهر إلى الوجود ما يسمى نابلس الجديدة، وهي التي أقيمت بناياتها وشوارعها على طراز حديث. وأحياء نابلس كثيرة منها الحبلة والقيسارية والعقبة والقريون والياسمينة والشوبترة التي تعرف أيضا باسم حارة الغرب. ويدعى القسم الشرقي من المدينة باسم حارة الشرق.
وصل عدد سكان نابلس وفقاً لتعداد عام 1931 إلى نحو 45,773 نسمة تألفوا من 7,513 أسرة. وبلغ مجموع أبنية المدينة في العام نفسه 3,689 بيتاً. وفي عام 1966 قدر عدد السكان بنحو 53,000 نسمة.
10) بعد 1967: هبط عدد السكان في عام 1967 إلى 44,000 نسمة نتيجة نزوح بعضهم إلى الضفة الشرقية للأردن ومغادرة آخرين المدينة للعمل في أقطار الخليج العربي. وبالرغم من عملية النزوح البشري بفعل حرب 1967* واحتلال (إسرائيل) للمدينة فقد عاد سكان نابلس إلى التزايد كما كانت الجبال قبل الاحتلال. وبلغ عدد السكان عام 1980 نحو 60,000 نسمة. وارتفع في عام 1997 إلى 100,034 نسمة حسب احصاءات السلطة الوطنية الفلسطينية. وتعزى الزيادة السكانية إلى الزيادة الطبيعية التي يربو معدلها على 3% والزيادة الناجمة عن الهجرة الداخلية من المناطق الريفية في محافظة نابلس إلى المدينة.
تشرف بلدية نابلس على تنظيم المدينة وفقاً لمخطط هندسي تنظيمي. وقد ارتفعت نفقات البلدية من نحو, 118,000 دينار عام 1956 إلى نحو 427,000 دينار عام 1965. وتظهر في المخطط الجديد لنابلس مناطق السكن التالية:
1) منطقة السكن (أ): تقع شرق المدينة وتشغل جزءا من السفوح الغربية والشرقية لجبل عيبال بالاضافة إلى جزء من سفوح جبل الطور (جرزيم). وهي تتألف من بيوت حديثة فخمة.
2) منطقة السكن (ب): وهي أكبر مساحة من المنطقة (أ) وتمتد على سفوح جبل عيبال شمال المنطقة (ج) وتضم معظم المنطقة الغربية، بما في ذلك منطقة الوادي. وتمتد بعرض أقل على جبل الطور (جرزيم) جنوبي المنطقة (ج)، وهي أقل فخامة من المنطقة (أ).
3) منطقة السكن (ج): تشغل سفوح الطور (جرزيم) الوسطى عيبال الوسطى والغربية. وتمتد هذه المنطقة في مساحة أوسع من المساحة التي تمتد فيها المنطقة (أ) وأصغر من المساحة التي تمتد فيها المنطقة (ب). وتشبه مبانيها مباني المنطقة (ب).
أما المنطقة الصناعية فتقع حسب المخطط في سهل عسكر وبلاطة. وتتركز المنطقة التجارية الرئيسة في الوادي وسط المدينة، وتنتشر بعض المحلات التجارية فوق الجبال أيضاً.
هـ- التركيب الوظيفي لنابلس: تتبرع الوظائف التي تمارسها مدينة نابلس منذ القديم بين صناعية وتجارية وزراعية وادارية وثقافية.
1) الوظيفة الصناعية: تعد نابلس من أهم المراكز الصناعية في فلسطين. وتعتمد أكثر منتجاتها الصناعية على المواد الخام الزراعية والمحلية. وتتوزع المناطق الصناعية في الأجزاء الشرقية والغربية من نابلس، وتنتشر في قلبها الصناعات الخفيفة كالطحينة والحلاوة والصابون والكنافة. وقد خصصت البلدية في المخطط التنظيمي للمدينة أجزاء من سهل عسكر وبلاطة لتكون منطقة صناعية رئيسة في نابلس.
وتقوم بالنشاط الصناعي في نابلس شركات صناعية متخصصة إلى جانب الصناعات التي يمارسها الافراد في محلات صغيرة. وأهم الصناعات الزيوت النباتية وزيت الزيتون والصابون والجلود وعلب الصفيح والسيرج والحلاوة والطحينة والكبريت والمنسوجات (رَ: النسيج، صناعة) وأكياس الورق وعلب الكرتون وطحن الحبوب والحلويات والمرطبات وسكب الحديد وقطع المحركات وأعمال البناء والكهرباء والدهان والحدادة والتجارة.
2) الوظيفة التجارية: نابلس مركز تجاري هام بالنسبة إلى فلسطين عامة ومحافظتها هي خاصة. ومن العوامل التي تساعد على نشاط الحركة التجارية في المدينة تدفق رؤوس الأموال عليها من أبنائها المغتربين الذين يعملون في الخليج العربي. وتستمر هذه الموال في تأسيس المصانع واقامة الشركات التجارية.
تتركز معظم الأسواق الرئيسة في وسط نابلس حيث حي الأعمال والتجارة. وتشهد المدينة يومياً حركة تجارية نشطة على الصعيدين المحلي والخارجي. فهي تستقبل أبناء الريف الذين يعرضون منتجاتهم للبيع في أسواق نابلس ويشترون منها حاجاتهم.
وتستورد المواد الخام اللازمة للصناعة من منطقة نابلس أو من الخارج. وتصدر المنتجات الصناعية إلى المناطق المجاورة وإلى أسواق الخليج العربي والسعودية وأهم مستوردات نابلس الحديد والخشب والأدوات الكهربائية، وأهم صادراتها الخضر والجبن والزيوت النباتية وزيت الزيتون والصابون والكبريت.
3) الوظيفة الزراعية: تساهم الزراعة* بنسبة قليلة في اقتصاد المدينة، وتعتمد اعتماداً كبيراً على مياه الأمطار إلى جانب اعتمادها القليل على الري. وتتركز الزراعة على سفوح الجبال وفي بطون الأودية وتنتج أصناف الفواكه والزيتون والحبوب ومختلف أصناف الخضر. وأما الانتاج الحيواني فيساهم، رغم قتله، في توفير الغذاء الروتنيني للسكان. وأهم المواشي التي يربيها السكان الضأن والمعز والبقر. وهناك مزارع لدواجن البياضة والملاحمة. وتساهم بعض المواد الأولية الزراعية والحيوانية في تشغيل بعض مصانع الأغذية.
4) الوظيفة الادارية: كانت نابلس مركزاً لقضاء نابلس أثناء فترة الانتداب البريطاني، ثم تحولت إلى مركز لواء، فمركز محافظة بعد عام 1948. وبلغت مساحة القضاء عام 1945 نحو 1,592 كم2، وضم عام 1965 مدينة نابلس و130 قرية صغيرة وكبيرة، وبلغ عدد سكانه نحو 170,000 نسمة حسب تعداد عام 1961.
5) الوظيفة التعليمية والثقافية: في نابلس المدارس التالية:
(1) المدارس الرسمية: بلغ مجموعها عام 1944 تسع مدارس،خمس منها للذكور. وصل عددها في العام الدراسي 1966/1967 إلى 29 مدرسة منها 14 للبنين.
(2) المدارس الخاصة: ضمت نابلس عام 1944 مدرستين ابتدائتين للبنين ومدرسة أخرى للبنات. وفي عام 1962/1967 بلغ مجموع المدارس الخاصة 16 مدرسة يشرف عليها أفراد وجمعيات وطوائف. وأبرز المدارس الوطنية الخاصة مدرسة النجاح التي أصبحت جامعة النجاح*. وتضم هذه الجامعة كليات الآداب والتجارة والتربية والعلوم والاقتصاد والادارة، وستنشأ في المستقبل كلية للهندسة فيها.
وفي نابلس أيضا مدرسة صناعية بالاضافة إلى 6 مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، ثلاث منها للبنين في المرحلتين الابتدائية والاعدادية. وقد ساهمت النهضة التعليمية مساهمة كبيرة في دعم الحركة الأدبية والفكرية والثقافية في المدينة.
المراجع:
- ابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، بيروت 1964.
- ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، 1936.
- ابن اياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، القاهرة 1961.
- البلاذري: فتوح البلدان، بيروت 1957.
- أبو شامة: كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، مصر 1287هـ.
- سامي سعيد الأحمد: تاريخ فلسطين القديم، بغداد 1979.
- ياقوت الحموي: معجم البدان ج5، بيروت 1957.
- مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج2، ق2، بيروت 1970.
- أحمد سوسة: الغرب واليهود في التاريخ، دمشق 1975.
- العهد القديم: سفر التكوين.
- المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ليدن 1877.
- شكري محمود نديم: حرب فلسطين 1914-1915، بيروت 1965.
- احسان النمر: تاريخ جبل نابلس والبلقاء، ج1، دمشق 1938، ج2 نابلس 1961.
- الجهاز الاحصائي المركزي السلطة الوطنية الفلسطينية، 1997.
- Cambridge ancient History.
- Grant E. and Wright, G Ain Shems, Philadelphia 1927.
- Keller, W.: The Bible as History of archaeology Confirms the Book of Books, London 1957.
- Mercer .S: The Tell El-Amarna Tablets, Toronto 1939.
- The Quarterly of the Department of Antiquities in Palestine.Vol.VIII.No.4.
- G.: Sheckem, New York 1965.