قائد فلسطيني بارز هو الأمين الأول للحزب الشيوعي الأردني (1951 -1977). ولد في بلدة بلودان السورية من أبوين فلسطينيين وفد إليها من الناصرة* للعمل في التعليم.
عاد مع أسرته سنة 1920 إلى مدينة الناصرة مسقط رأس والديه فأدخل المدرسة الابتدائية. ولكنه تركها بعد أن أنهى الصف الرابع الابتدائي . فقد اضطر إلى الاشتغال عاملاً في صناعة الأحذية للمعاونة في نفقات الأسرة إلى جنب والدته المدرسة.
شارك في العمل الوطني منذ ثورة البراق (آب سنة 1929) وساهم في المظاهرات التي انفجرت فيها (رَ: ثورة 1929).
وحين اندلعت ثورة 1936 – 1939* انخرط فؤاد نصار في صفوفها فاعتقل في العام الأول منها بتهمة تشكيل منظمة سرية معادية للانتداب البريطاني. وبالرغم من أن المحكمة الإدارية قضت بحبسه عاماً ونفيه عاماً آخر فإن حكومة الانتداب افرجت عنه مع بعض السجناء السياسيين وفرضت عليه الاقامة الجبرية في مدينة الخليل*. ولكنها عادت بسبب استمرار نشاطه السياسي ونفته إلى قرية يطه*، وسرعان ما قضت المحكمة بسجنه سنة أخرى. وفي سجن عكا التقى ببعض الشيوعيين الفلسطينيين أواخر سنة 1937 فبدأت رحلته مع الحزب الشيوعي الفلسطيني* بعد أن تعرف على “أسس وقضايا النضال الطبقي والقضية الوطنية” على حد تعبيره.
وحين أفرج عنه فرضت عليه سلطات الانتداب الإقامة الجبرية في الناصرة. ولكنه هرب إلى الخليل حيث التحق بالثوار من جديد. واستدعته القيادة العامة للثورة إلى لبنان في نهاية 1938. وعاد في مطلع 1939 إلى فلسطين قائداً للثورة المسلحة في منطقة القدس والخليل خلفا لعبد القادر الحسيني* الذي جرح في إحدى المعارك. وظل فؤاد نصار في موقعه هذا حتى انتهاء الثورة المسلحة أواخر 1939. وقد خاض أثناء ذلك معارك مع القوات البريطانية بينها معارك كسلا وعرطوف وأم الروس ومار الياس، وفيها تجلت بسالته ومنها اكتسب شعبيته وكنيته التي ظل يحملها إلى يوم وفاته: “أبو خالد” بالرغم من أنه لم يرزق أبناء. وأصيب بجروح بالغة في يده اليمنى وكتفه في تشرين الأول سنة 1939.
وحين انتهت الثورة المسلحة غادر فلسطين إلى العراق ووصل إلى بغداد – مشياً على الأقدام – في 1/1/1940 فدخل الكلية العسكرية وتخرج منها بعد أشهر.
ساهم فؤاد نصار مع رفاقه الثوار الفلسطينيين الذين لجأوا إلى العراق في حركة رشيد عالي الكيلاني (آذار سنة 1941). وبعد إخفاق تلك الحركة انسحب ورفاقه إلى إيران. ولكنهم عادوا إلى العراق بعد أن رفضت السلطات الايرانية السماح لهم بالإقامة فنقلتهم السلطات العراقية إلى كردستان. ثم اعتقلت السلطات العراقية فؤاد نصار لبضعة أشهر في صيف 1941.
وفي أواخر سنة 1942 أصدرت حكومة الانتداب في فلسطين عفواً عاماً عمن شاركوا في الثورة فعاد فؤاد نصار إلى بلاده في 1/1/1943. ولكن سلطات الانتداب فرضت عليه الإقامة الجبرية في الناصرة.
وفي أيلول سنة 1943 خرج الشيوعيون العرب الفلسطينيون من الحزب الشيوعي الفلسطيني وألقوا تنظيمهم الخاص. عصبة التحرر الوطني*. واختير فؤاد نصار عضواً في اللجنة المركزية للعصبة الوليدة، ثم انتخب في شباط سنة 1948 أميناً عاماً لها بعد مؤتمر عام عقدته في الناصرة.
وحين تأسس مؤتمر العمال العرب في فلسطين (رَ: العمال والحركة العمالية) انتخب فؤاد نصار أميناً عاماً للمؤتمر، كما أصبح مسؤولاً عن تحرير صحيفة المؤتمر والعصبة والاتحاد” طوال عامي 1946 و 1947.
وبعد نكبة 1948 تمزق شمل العصبة وأقام فؤاد نصار وبعض رفاقه في الضفة الغربية. ثم اتخذت قيادة العصبة قرارها بتكوين الحزب الشيوعي الأردني وأصبح فؤاد نصار أمينه الأول وظل في موقعه هذا حتى رفاقه.
وخلال هذه الفترة الطويلة تعرض فؤاد نصار للاعتقال في الأردن (1951-1956). وحين أفرج عنه ذهب إلى دمشق (1957-1958) فبغداد (1958-1959) فألمانيا الديمقراطية التي استقر فيها حتى أيلول 1967 حين عاد إلى المملكة الأردنية وبقي فيها حتى وفاته بسرطان الكبد في 30/9/1977.
اختير فؤاد نصار في ربيع 1971 عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني*. كما منحته رئاسة مجلس السوفييت الأعلى وسام الصداقة بين الشعوب بمناسبة بلوغه الستين في تشرين الثاني سنة 1974. وكان الحزب الشيوعي البلغاري والدولة البلغارية قد منحاه من قبل وسام ديمتروف.
لفؤاد نصار نشاط فكري واسع. ومن أبرز مؤلفاته: “القضية الفلسطينية وموقف الزمرة المنشقة منها”، و”المهمات المطروحة أمام الحزب الشيوعي الأردني في الظرف الراهن”.
المرجع:
اميل توما وآخرون: فؤاد نصار، الرجل والقضية، القدس 1977.