يقع هذا المسجد في حي المنشية، شمال مدينة يافا*، في المنطقة المحاذية لتل أبيب. وقد بناه سنة 1914 قائد موقع يافا العثماني حسن بك الجابي الدمشقي الذي قدم بأعمال عمرانية جليلة لا تزال مائلة إلى اليوم. وخلال حرب 1948* أصيب المسجد، ولا سيما سقفه، بأضرار لم يجر إصلاحها، وظل مهجوراً حتى أثيرت قضيته.
بعد قيام (إسرائيل) وضعت دائرة أموال الغائبين يدها على المسجد والأراضي المجاورة له، ثم أسندت إدارته إلى لجنة أمناء الموقف الإسلامي في يافا التي يشرف على تعيين أعضائها مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للشؤون العربية.
خلال عام 1971 تمكن مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بالتواطؤ مع اثنين من لجنة الأمناء من تزوير اتفاقية تأجير أرض تابعة للأوقاف مساحتها 2.346 م2، إلى شركة إدجار الإسرائيلية للنقاولات لمدة 49 عاماً، بأجرة شهرية مقدارها ألفا ليرة إسرائيلية.
أعدت الشركة مشروعاً يقضي بهدم القسم الأكبر من المسجد، ما عدا المئذنة، لإقامة 24 حانوتاً، تضم مصرفاً ومقهى ومكتبة ومتحفاً وغرفة تصوير، بالإضافة إلى قاعة مساحتها 300 م2 لاستعمال بلدية تل أبيب.
أقرت لجنة التنظيم في بلدية تل أبيب هذا المشروع في 21/10/1981 فأثار القرار المسلمين في يافا وكل أرجاء فلسطين المحتلة فنظموا للاحتجاج على هذا الإجراء صلاة واسعة في المسجد المذكور ضمت أكثر من ألفي شخص، وصحبتها حملة لجمع التبرعات، وبوشر فعلاً بإصلاح المسجد.
المراجع:
– ملفات وزارة شؤون الأرض المحتلة، عمان.
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، بيروت 1973.