من أهم أودية الجزء الشمالي لمرتفعات النقب*، وهو يشكل فاصلاً تضاريسياً واضحاً بقسم المرتفعات الشمالية المذكورة إلى وحدتين كبيرتين شمالية وجنوبية.
تقع المجاري العليا لشبكة وادي الذانا شمال منخفض الرمان* ومنطقة جبل الطويلة الذي تصل قمته إلى 863م. ويتجه الوادي الرئيس بعد اجتماع كثير من الأودية الصغيرة شمالاً بتعرجات فرضتها تضاريس المنطقة حتى يصل إلى عين المرة. ثم ينحرف شرقاً مخترقاً خوانق عميقة تزداد انفراجاً باتجاه الشرق حتى يخرج من منطقة المرتفعات ويدخل منبسطاً من الأرض هو سهل الذانا الواقع على ارتفاع متوسط قدره 250 – 300م. ويترك الوادي سهل الذانا بممر ذي جروف صخرية ليتجه نحو الشمال الشرقي مسايراً حضيض جبل الحلق الواقع شماله. وهنا يتسع الوادي ويزيد عرضه على كيلومتر. ويتابع سيره على امتداد حافات ترتفع زهاء 400م فوق مستوى الوادي وتمثل نهايات مرتفعات النقب الشمالية المشرفة على وادي عربة جنوب البحر الميت*. ويرفد وادي الذانا من هذه المرتفعات عدد من الأودية أهمها وادي الحثيرة. ثم يدخل الوادي مجراه الأدنى ومنطقة مصبه قرب عين عروس في سبخة غور الصافي جنوب البحر الميت حيث تضيع معالمه. وهكذا يكون الوادي قد قطع مسافة تقدر بنحو 123كم، من ارتفاع متوسطه 800م حتى انخفاض 325م دون سطح البحر عند نهاية الوادي، فيكون انحداره العام 1 : 109.
ووادي الذانا سيلي النظام لا تجري فيه المياه إلا عقب هطول الأمطار القليلة (50 – 100مم). ويندر أن يمتلىء الوادي بمياه السيول. والغالب جريان السيول المفاجئة الدافئة الأمد في بعض أجزائه.
وتحز مياه السيول الحالية ومياه المناخات السابقة وادي الذانا ضمن طبقات متباينة من الصخر الكلسي والرملي والصخور الأخرى التي ترجع إلى الحقبة الثابتة الجيولوجية (تورون – سينومان – كامبان) والحقبة الثالثة (الايوسين والباليوسين) والحقبة الرابعة (بلايستوسين وحديث).
ولوادي الذانا أهمية خاصة لكونه ممراً جيداً للمواصلات الرابطة بين وادي عربة وجنوب البحر الميت شرقاً وسيناء الشرقية غرباً. ويمر فيه درب قديم يعرف باسم (درب السلطانة). وتزود عين المرة وعين المريفيج المسافرين بمياه الشرب.